مكب نفايات أم وسائل للتواصل؟؟ - خولة مطر - بوابة الشروق
الإثنين 23 ديسمبر 2024 4:03 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مكب نفايات أم وسائل للتواصل؟؟

نشر فى : الأحد 21 أغسطس 2022 - 7:20 م | آخر تحديث : الأحد 21 أغسطس 2022 - 7:20 م

تأتى رسالته برنة جرس، ترتفع درجة دقات القلب، تبقى ساكنا وبعد نفس عميق تفتح الرسالة بكثير من الشوق المعتق منذ سنين فى شىء ما بين الإعجاب والحب وربما كثير من الحنين. تأتى الرسالة باردة كصقيع بدأ فى البعد عن كل بقاع الأرض فلم تعد سيبيريا كما درسنا فى حصة الجغرافيا الأولى، ولا خط الاستواء هو أيضا كما عرفناه!!!
• • •
رسالته جماعية تشمل كل قائمة الأرقام على هاتفه وهو يقول لهم لا تعيدوا نشر الرسائل «الماسخة» المكررة عبر رسائلكم لأنكم لا تتوقفون عندها بل تستمرون فى إرسال بعض السمين والكثير من الغث!!!
• • •
تأتى خيبتك الأولى بأن الرسالة القادمة بعد انتظار أكثر من ثلاثين عاما أو أكثر أى منذ الانفتاح الأول على الرسائل المبطنة ببعض الإعجاب أو الوله أو ربما هو الحب من بعيد لبعيد!! تتخطى هذه الخيبة فهى ليست الأولى ولا الأخيرة لأن الخيبات تأتى فى الآونة الأخيرة فى شكل جماعات أو قطعان من الخيبات.
• • •
تعملين على تحكيم عقلك فيما يركن القلب هناك عند تلك الزاوية التى بقى فيها منذ سنين والسؤال المتكرر لديك «ماذا أفعل بقلبى عندما أكبر؟ هل أركنه أم أنساه أم وأم وأم؟». تعودين لرسالته وبشىء من كثير مما تتقنين وهو أن تحكمى العقل والخبرة ربما، تقولين معه حق فقد كثر الغث على وسائل التواصل حتى أصبحت شيئا من مكب النفايات للعالم كله.
• • •
التافهون ينشرون تفاهتهم والعابثون أيضا وكثير من المتحكمين والمسيطرين والحاكمين دون أى وخزة ضمير أو حتى رمشة من أعينهم. يأتى إصبعهم فيضغط على صورة أو مشهد فيديو بالصوت والصورة وكثير من الصور والأحاديث المركبة والتى تتقنها الجيوش الإلكترونية وهى حقيقة اليوم أكثر من الجيوش الحقيقية فى زمن خصخصة الجيوش لتقوم شركات الأمن العالمية بمهمات الجيوش الوطنية!
• • •
ولكنه لم يتحدث عن الجيوش الإلكترونية بل ركز على الرسائل الواصلة لبريده هو أو لرقم هاتفه الخاص عبر الوسائل الخاصة جدا فى المظهر، المفعمة فى العمومية فى الواقع!! يقول أرجوكم ارحمونا ولا ترسلوا تحيات الصباح المرفقة بعبارات سخيفة. تواصل لا نهاية له حتى أن بعضهم يحس بأنه لو لم يتابعهم فقد يبدو محلقا خارج الكون!!!
• • •
تعيدين النظر فى رسالته التى يعترف عقلك بأنها محقة فيما قلبك يلوم ويلوم ويكثر من اللوم فهل تبدو الرسالة طبيعية بعد كثرة انقطاع؟ وهل أنت من ترسلين «تحيات الصباح»؟ وتدركين أنك لست المقصودة ولكن تعرفين أنه كما أنت كما كثيرين قد غرقتم فى بحر النفايات على وسائل التواصل وأنها أصبحت مكب نفايات قذرة ورسائل مسيسة منها وسائل للتواصل كما تسمى.
• • •
كلهم صار يقول ما كان يقوله بينه وبين نفسه أو ما كان يفعله فى تجمعات الأصدقاء والعائلات، حتى حفلات الخطوبة والزواج أصبحت مشاعا للجميع وفيها كثير من الابتذال وقلة الاحترام لمشاعر الآخرين بل الكثير منهم. ولم ينج من ذلك المسئولون السياسيون الذين كانوا يحرصون على خصوصيتهم بكثير من «البودى جاردز» لمناسباتهم الخاصة فصاروا يرسلونها هكذا على الفضاء المفتوح كأى بضاعة مشاع للجميع أو إعلان يبدو فيه كثير من الرخص رغم محاولة صبغه بالعلو والرقى!
• • •
كثير من غثهم الذى لم يكن العامة تحب أن تعرفه أو تراه أصبح أمام أعين الجميع متاحا لمن يشاء ولن يقال عنه إنه «تلصص» أو إنه انتهك حرمة الأماكن الخاصة والعوائل «المحترمة» جدا!
• • •
تعيد قرأت رسالته بعد ساعات من فرض البعض قصصه الخاصة وحفلاته على وسائل التواصل، فتقول معه كل الحق ربما كانت رسالته هذه أكثر أهمية فى هذه اللحظة التاريخية والعالم ينقلب على قيمه كلها، من أى كلمة أو عبارة أو حتى قراءة مختلفة للرسالة باتجاه القلب. فربما علينا أن نحب ونعشق فى عالم أكثر نقاء ونظافة من مكب النفايات الذى يسمى الآن بوسائل للتواصل! عجبى جدا!
كاتبة بحرينية

خولة مطر  كاتبة صحفية من البحرين
التعليقات