أغلى من عينيه - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 7:02 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أغلى من عينيه

نشر فى : الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 6:40 م | آخر تحديث : الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 6:40 م

 

تتسم أفلام عزالدين ذو الفقار بالرسوخ والتنوع والجودة، وكما أنه اهتم بالتعامل مع كبار النجوم، فقد قدم الفرص لبعض الممثلين ليصبحوا من النجوم الكبار مثل رشدى أباظة، وعمر الحريرى الذى منحه بطولة لم تتكرر فى حياته فى عام 1959 فى فيلم «أغلى من عينيه»، كما منح الفرصة نفسها لسميرة أحمد. وهناك سمة مهمة فى أفلامه، هى اهتمامه بتفاصيل الحدوتة حتى وإن كانت القصة تعتمد على خط واحد من شخصين غالبا، ولهذا السبب فإن الكثير من أفلامه تستغرق وقتا طويلا للعرض يقترب من الثلاث ساعات أحيانا، باعتبار أن الناس تحب التفاصيل، وفى فيلم «أغلى من عينيه» بدأت الحدوتة مع الشاب الوسيم ذى الوجه الجميل والشعر الناعم قبل أن تأتيه المصائب، فيتم تشويه وجهه فى حريق حيث قام بمحاولة لإنقاذ أمه، وقبل هذا الحادث فإن خطيبة كمال تتغزل فى شعره وعينيه ووجهه بشكل غير عادى يجعل المشاهد نفسه يتحسر على ما آل إليه هذا الوسيم، كما يجعلنا نتوقع مثل هذا الحادث الذى يحول كمال إلى شخص مشوه يثير نفور الآخرين خاصة أن خطيبته المعجبة به قد هجرته إلى الأبد. وراح هو يتسلى بلعب الميسر، ويكسب على الموائد المال، وأيضا صداقة مقامر كثير الخسارة، وفيما بعد يموت هذا المقامر ويصبح أمام كمال فرصة للتعرف على ابنته العمياء، ويحدث تقارب بين الاثنين فى رحلة طويلة، حيث يشعر الشاب بالارتياح لأنها لا تراه، ويتزوجان وتحمل منه، ويشتد الحب بها وتأمل أن ترى وجه حبيبها، الذى يعرف تماما أن زوجته سوف تهجره عندما ترى الوجه المشوه، إنها قصة مكررة حيث يخلق الحب التعاطف بين رجل وإمراة، المرأة عمياء، والرجل له حكاية معها. وقد شاهدنا مثل هذه القصة فى فيلم «حب فى الظلام» إخراج حسن الإمام، وهنا فإن كمال الذى ينتظر وليدا له يتمنى لو تأخرت عملية القرنية لزوجته، ولكن العملية تنجح فيقرر الهرب ويتردد من بعيد على بيته القديم، وهنا تبدأ أهمية التفاصيل، فالزوجة ملتاعة لرؤية وجه زوجها الذى يهرب منها دون أن تعرفه، وفى أكثر من محاولة للهروب فإن تهافتها عليه يؤكد له أنها تحبه ومن هنا يأتى المعنى العظيم الذى يقصده الفيلم أن الحب يرى الوجه المشوه عاديا أو جميلا.

أهمية الفيلم فى رأيى أن ذو الفقار منح البطولة لاثنين من الممثلين لم يكونا أبدا بهذا التألق من قبل، وإذا كان عمر الحريرى قد لمع بشكل ملحوظ فى الجزء الأول من الفيلم فإن سميرة أحمد جسدت دور الزوجة الملهوفة بطريقة تدفع إلى تقطيع أوتار القلب حتى تعيد زوجها إليها، هى تكرر إلحاحها على زوجها، حتى وإن كان موقف حسين رياض الذى يقوم بدور الأب الروحى للعائلة فى هذا الشأن غير مبرر بالمرة، الغريب أن عزالدين ذو الفقار لم يتعامل فيما بعد مع سميرة أحمد التى تباينت أعمالها مع مخرجين آخرين، كما أنه عمل بشكل محدود مع عمر الحريرى فى دور شقيق الزوجة نوال فى فيلم «نهر الحب» 1962، أى أن المخرج لم يمنح أبطاله الفرصة الذهبية سوى مرة واحدة رغم جودة كل منهما، وفى هذا الصدد فإن السؤال يطرح نفسه حول علاقة عزالدين ذو الفقار بالنص الذى اختاره، فهو هنا يكتب السيناريو والحوار، وفى أفلام أخرى يستعين بروايات أو بكاتب قصة متخصص مثل محمد كامل حسن الذى كتب له أفلاما عديدة ومتنوعة منها «رقصة الوداع»، و«أقوى من الحب».

التعليقات