المذنبون - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 24 مايو 2025 3:44 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

المذنبون

نشر فى : الجمعة 23 مايو 2025 - 7:20 م | آخر تحديث : الجمعة 23 مايو 2025 - 7:20 م

هناك ثلاثة أفلام كتب عليها منتجوها أنها من تأليف نجيب محفوظ، وهى أبعد ما يكون عن عالم المؤلف ومن الواضح أن كُتاب السيناريو قد قاموا بتأليفها ونسبوها إلى كاتبنا الكبير. هذه الأعمال هى (أميرة حبى أنا) إخراج حسن الإمام، و«الشريدة» إخراج أشرف فهمى، وأيضا «المذنبون» إخراج سعيد مرزوق، أى إنها كلها تم إنتاجها قبل حصول الكاتب على جائزة نوبل بأكثر من عشر سنوات، نعم نفخر أن المؤلف عالمه الخاص جدا بأماكنه والأشخاص الذين يعيشون فى تلك الأماكن، ولا توجد أى نصوص أدبية تثبت أن هناك علاقة ما بين تلك الأفلام وأى مكتوب فى الكتب الصادرة للمؤلف، على سبيل المثال فإن الكاتب لم يعرف أبدا عالم الممثلة سناء كامل بطلة فيلم «المذنبون»، وأظنها ترجع إلى ممدوح الليثى الذى توغل بقوة ولفترة طويلة فى عالم السينما والفنون القريبة منها، لذا جاء الفيلم مختلفا مليئا بالجراءة أقرب إلى قصص الروايات السوداء المنتشرة فى الغرب، فسناء ممثلة جميلة مثيرة للغاية حققت نجومية ولديها علاقات متعددة تساعدها على عمل دائرة خاصة من حياة مليئة بالنزوات والشهوات وإشباع الغريزة، تموت قتيلة بعد حفل كبير أقامته ودعت إليه كل من تعرفه فى مجالاتها خاصة الذين يؤدون لها خدمات ومنهم مدير الجمعية التعاونية وأيضا ناظر المدرسة وشاب جيجولو يبيع لها جسده مقابل أن تدفع له المال وشخصيات أخرى جاءت إلى الحفل، ويأتى ضابط تحقيقات للتعرف على القاتل وكشفه، ومن التحريات يتضح له أن كل من سألهم كانوا أبرياء من جريمة القتل، ولكن كل منهم كان فى ساعة ارتكاب الجريمة داخل مكان آخر يرتكب جريمة يحاكم عليها القانون فناظر المدرسة الذى جاء الحفل تسرب بعد منتصف الليل إلى المدرسة كى يقوم بتسليم أوراق الامتحانات إلى من يدفع المقابل أما رئيس الجمعية التعاونية فكان فى تلك اللحظات يقوم ببيع شحنة مواد تموينية خارج إطار الوظيفة وهو الذى يكسب الكثير من توريد السلع بأسعار عالية للممثلة المقتولة كما أن هناك فتاة تم إجهاضها بسبب أنها باعت جسدها لبعض الأغنياء وكان عليها أن تتخلص من الجنين، أما الطبيب فهو أيضا يقوم بإجهاض النساء خارجا عن مألوف الوظيفة، وبالنسبة للجيجولو فقد دبر الخطة لسرقة خزينة إحدى الشركات. وهكذا فإن كل من جاء إلى الحفل قد خرج منها إلى مكان آخر لممارسة جريمة قد تقل عن القتل لكنها تؤذى الكيان الاجتماعى وتفتته ومن الواضح هنا أن هناك مصادفة فى ذهاب كل هذه الشخصيات إلى أماكن بديلة بينما صعد إلى فراش الممثلة فى جناحها الفخم رجلا له من السلطة ما يجعله غامضا يبدو كأنه العارف بكافة الأمور جاء لإشباع نفسه والمرأة ما أثار غيرة الفنان خطيب سناء فيدخل إلى فراشها عقب انصراف عشيقها ويقتلها.

كما أشرنا فإن الفيلم يحتاج إلى الكثير من الكتابة لكننا نتوقف هنا عند أى تشابه بين مؤلفات محفوظ وما جاء فى هذا الفيلم، محفوظ يكتب أحيانا عن الجريمة خصوصا الجرائم العاطفية،لكنه لا يكتب القصة البوليسية بهذا الشكل، ولم نره يذهب إلى تلك الطبقات الاجتماعية الغنية للغاية ليصف ما يحدث لها، ولعل أسلوب الكاتب فى حياته أنه لم يكن يتدخل، حتى ولو بالرأى، فى السيناريو المكتوب، وإلا ما ظهرت هذه الأعمال دون أن يشار إلى المصدر الأدبى الأصل، وتلك نقاط لم يتوقف عندها النقاد الآخرون، وأعتقد أن الأمر لا يهمهم علما بأن فيلم «المذنبون» كان حصل على رقم 57 من ضمن أحسن 100فيلم لعام 1996.

التعليقات