في محبة «هنا القاهرة» - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:44 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

في محبة «هنا القاهرة»

نشر فى : الإثنين 29 مايو 2023 - 8:20 م | آخر تحديث : الإثنين 29 مايو 2023 - 8:20 م
تحتفل الإذاعة المصرية غدا الأربعاء (31 مايو) بالذكرى الـ89 لمولدها الرسمى، الذى انطلق فى ذلك اليوم عام 1934 بآيات من الذكر الحكيم للقارئ الشيخ محمد رفعت، وتلاها، كما هو معروف، صوت الآنسة أم كلثوم التى أحيت حفل الافتتاح مقابل 25 جنيها وهو مبلغ كبير فى ذلك الزمان، بعد أن صدحت عبارة «هنا القاهرة» على لسان المذيع أحمد سالم أحد الرواد الذين تولوا مسئولية الإذاعة المصرية.
89 عاما ويبقى «هنا القاهرة» صوتا يتردد كشعار رسمى، وأيقونة «شعبية» لمحطات الإذاعة المصرية المختلفة التى توالدت عبر السنوات، ليغطى أثيرها الفضاء المصرى ويمتد إلى الوطن العربى ومناطق عديدة من العالم، حاملا صوت مصر ورسالتها فى المحبة والسلام، وليجسد آمال وطموحات وأحلام شعب كافح، ولا يزال، من أجل العدل والعيش الكريم، والحضور اللائق بين الأمم والشعوب.
ومع كل احتفال بالإذاعة المصرية، أسترجع تاريخا طويلا مع هذا الصندوق السحرى، كما يطلق عليه، والذى شكل وجدانى، والعديد من الأجيال، عبر برامج ومسلسلات وحفلات غنانية وسهرات إذاعية، قدمت أعمال طيف واسع من المبدعين المصريين فى مجالات الأدب والفن، وحقول الإبداع المختلفة، كما لم تغفل الإذاعة مواكبة كل ما مرت به مصر من أحداث، كبيرة وصغيرة، على مدى سنوات شكلت، بحلوها ومرها، تاريخا وحفرت عميقا فى مسيرة الشعب المصرى.
من منا، وخاصة أبناء جيلى ممن تخطوا العقد الخامس، لا يتذكر برنامج «على الناصية» عبر أثير إذاعة البرنامج العام للإعلامية القديرة الراحلة آمال فهمى، ومن منا لم يستمتع ببرنامج الفنان والنجم المحبوب فؤاد المهندس «كلمتين وبس» الذى بدأ عام 1968 وعرض على مدى سنوات طوال سلبيات المجتمع المصرى والمؤسسات الحكومية فى قالب جذاب وأسلوب شائق اشتهر به المهندس، وارتبطت به آذان المستمعين مع كل صباح وهم فى طريقهم لأعمالهم.
غير بعيد عن «كلمتين وبس»، كانت «همسة عتاب» يومية فى الثامنة والنصف صباحا عبر إذاعة البرنامج العام وهو البرنامج الذى يتناول الهموم اليومية للمصريين خصوصا صراعهم مع البيروقراطية الحكومية من خلال شكاوى المواطنين فى قالب درامى على مدى أيام الأسبوع، وأعتقد أنه لا يزال يحظى برضا جمهرة من المستمعين حتى الآن رغم تبدل الأحوال والظروف.
ولأن عيدها الـ59 يصادف اليوم الثلاثاء 30 مايو لابد أن نحيى إذاعة الشرق الأوسط (النشأة 1964)، ونستدعى رباعية صلاح جاهين: «غمض عنيك وامشى بخفة ودلع، الدنيا هى الشابة وانت الجدع، تشوف رشاقة خطوتك تعبدك، لكن انت لو بصيت لرجليك... تقع »، والتى ارتبطت بصوت الإذاعية الكبيرة إيناس جوهر فى برنامجها الشهير «تسالى».
برامج عدة لا يتسع المجال لذكرها مثلت أعمدة صلدة للإذاعة المصرية على اختلاف محطاتها، لكننى اخترت فى هذه المناسبة أن أتحدث عن إذاعة القاهرة الكبرى التى أنشئت عام 1981، ضمن شبكة الإذاعات الإقليمية، وهى محطة ذات خصوصية منذ ظهورها إلى الفضاء الإذاعى، كوريثة إذاعة الشعب، غير أنها شهدت فى السنوات الأخيرة مع تولى الإذاعى محمد عبدالعزيز رئاستها، نقلة جديرة بالإشادة.
محمد عبدالعزيز القادم من شبكة إذاعات صوت العرب، التى ترأسها حاليا الزميلة العزيزة منال هيكل، اختار طريق «السهل الممتنع» فى تطوير برامج القاهرة الكبرى، مستعينا بكوكبة من الإعلاميين والصحفيين لتقديم العديد من البرامج التى ساهمت فى جذب آذان الكثير من المستمعين خاصة خلال شهر رمضان، واستحقت الاحتفاء من محمد نوار رئيس الإذاعة المصرية بأبناء القاهرة الكبرى والإشادة بجهودهم خلال زيارة لمقرهم فى شارع الشريفين.
فى عيد الإذاعة المصرية تحية إلى كل الأصوات المخلصة التى تجلس خلف الميكروفون فى أستديوهات ماسبيرو، فى إذاعات: البرنامج العام، وصوت العرب، والبرنامج الثقافى والشباب والرياضة، والقرآن الكريم، وردايو مصر، والشرق الأوسط، والأغانى، وغيرها من المحطات الإذاعية التى تردد حناجر مذيعها «هنا القاهرة» نهار مساء، أولئك الذين اختاروا دربا شاقا فى مسيرة التنوير وخدمة وطنهم عبر الأثير، رغم معاناتهم مع تواضع العائد وضعف الإمكانيات، مقابل كبر المهام وجسامة التحديات.
التعليقات