يشارك العرض المسرحي "الصمت المحكم"، في المسابقة الرسمية للدورة 18 من المهرجان القومي للمسرح المصري برئاسة الفنان محمد رياض، وذلك في التاسعة مساء الليلة، وغد الجمعة على مسرح الطليعة بالعتبة.
وتأتي مشاركة عرض "الصمت المحكم"، إخراج جورج جيهام، عندما تعذر عرض "الخطة المثالية"، إخراج محمد ناصر.
وبدأت القصة عندما طرح المؤلف محمد السوري عدة أسئلة تعجبية عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك": "هو المؤلف ده لقيط؟ ملوش حقوق؟ عادي إن المؤلف يتعب ويشتغل على ورق، وفي الآخر يتغير عشان نزود إفيهات؟ عادي إن المؤلف يبني دراما معينة؟ بس نغيرها عشان في البروفة طلبت معانا كده؟، عادي نغير جمل حوار عشان مش مريحة؟".
وأوضح "السوري"، مدى الجهد الذي يبذله المؤلف في عمله، واهتمامه بكل العناصر العرض مكتوبة داخل النص المؤلف.
وأكد أن النص المؤلف هو أساس العمل المسرحي، والذي يعمل على أساسه كل عناصر العرض تحت قيادة مخرجه، متابعًا: "فمن أول مبادئ هذه المهنة احترام ما كتبه المؤلف".
واستكمل: "هو المؤلف ملوش حقوق أدبية؟ يعني عادي أي حد يعمل أي ورق في أي وقت؟ هل مش من حق المؤلف لما اللي بيحصل تعارض معاه ومع فكره وشغله ومهنته وحياته يقول بمنتهى البساطة: بعد إذنكم، بلاش نعرض العرض ده، لأني كمؤلف مش موافق، وفي تعدي على حقوقي الأدبية؟".
وتابع: "ليه المؤلف بيتعامل دايمًا على إنه مش مهم؟ بمجرد ما خلص الورق، خلاص؟ كأن دوره انتهى؟ وإحنا هنشوف هنعمل إيه، حتى لو ده ضد رغبته، حتى لو ده بيشوّه شغله، حتى لو ده بيضره، وحتى لو غصب عنه؟".
وقال: "شيء غريب جدًا، ومرفوض تمامًا، التعدي على حقوق المؤلف بالشكل ده، والتعامل معاه بمنطق الاستحقاق! وأخيرًا: هل منطقي حد يروح يمضي مكاني في الرقابة؟ هل الموضوع وصل للدرجة دي؟ ده مش بس تعدي على الحقوق، ده تزييف وتزوير صريح، ويتحاسب عليه قانونًا وأخلاقيًا، نقطة مهمة لازم تتقال: إن موافقة المؤلف الشفهية على عرض عمله في مكان معين ولمرة واحدة، ماينفعش تتفهم أبدًا على إنها موافقة مفتوحة مدى الحياة.. ولا إنها تنازل ضمني عن حقوقه، لأن ببساطة، في حاجة اسمها حقوق ملكية فكرية، وفي فرق كبير جدًا بين التعاون، والاستغلال".
واختتم: "المؤلف له الحق الكامل في تحديد متى وأين وإزاي يتعرض شغله، فكرة إن شغل المؤلف يتحول لشيء "متاح وخلاص"، أو "حق مكتسب لأي حد"، فكرة غريبة ومرفوضة تمامًا، ومش مقبولة تحت أي مبرر. والكلام هنا مش عن موقف معين أو حالة فردية، لكن عن تراكمات، وعن تجاوزات بقت كتير جدًا، وبقت بتحصل بمنتهى العادية، مع إنها في الحقيقة تعديات صريحة على حقوق المبدعين، وبقت حاجة بصراحة لا تُحتمل".
فيما أدرك البعض أن ما يقصده السوري بما كتبه أنه يتحدث حول عرض "الخطة المثالية"، وهو من تأليفه، وإخراج محمد ناصر، وأن هناك انتهاكًا للنص وحقوقه الأدبية.
واستجابة لما نشره المؤلف والمخرج محمد السوري، عقد الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، جلسة اعترف فيها المخرج محمد ناصر بخطأه، واعتذر عن كل ما حدث في عرض "الخطة المثالية"، وما تسببه فيه من ضرر نفسي وأدبي للكاتب محمد السوري.
وأوضح "ناصر"، أنه كان مندفعًا من باب الحماس، وأن ارتكابه للخطأ في حق محمد السوري كان بدافع حماسي فقط، لافتًا إلى أن المشكلة أنه ذهب ورقب النص في الرقابة مكان مؤلف النص محمد السوري؛ الأمر الذي تسبب في المشكلة.
وأكد "ناصر"، أن المشكلة لم يكن لها أي علاقة بأمور مالية أو إنتاج خاص، لكنها كانت على الحقوق الأدبية للمؤلف فقط.
وجرى خلال جلسة الصلح التي عقدها الدكتور أشرف زكي، الاتفاق على عرض مسرحية "الخطة المثالية" على هامش المهرجان القومي، بعد موافقة المؤلف محمد السوري.
وشكر المخرج محمد ناصر عبر حسابه الرسمي على "فيسبوك"، كلًا من الدكتور أشرف زكي على تدخله السريع وحل المشكلة، ورئيس المهرجان القومي للمسرح الفنان محمد رياض على موافقته على عرض المسرحية على هامش المهرجان، والمخرج أحمد البوهي الذي احتوى ودعم الموقف وسعى في حل المشكلة.