ماكرون فشل.. فنجَح اليمين الفرنسى - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:30 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ماكرون فشل.. فنجَح اليمين الفرنسى

نشر فى : السبت 6 يوليه 2024 - 9:30 م | آخر تحديث : السبت 6 يوليه 2024 - 9:30 م

استهل الكاتب عونى الكعكى حديثه قائلا إنه منذ وصول الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الحكم، تبيّـن أن موقع الرئاسة فى فرنسا قد سقط.. خصوصا أن رئيسا مثل شارل ديجول أو جاك شيراك أو ڤاليرى جيسكار ديستان لا يمكن مقارنتهم بالرئيس الحالى الضعيف ماكرون.

الفشل ليس داخليا فقط بل تعدّى الفشل ذلك وامتد إلى الخارج... ولنأخذ مثلا عندما وقع حادث تفجير مرفأ بيروت، كلف ماكرون نفسه وسافر إلى لبنان فى اليوم الثانى لجريمة تفجير المرفأ، والتى قامت بها إسرائيل... كانت الأخيرة قد أعلنت بعد التفجير فى بيان لها أن سلاح جيشها والطيران الإسرائيلى هو الذى أقدم على عملية ناجحة دمرت خلالها مخازن لـ«الحزب العظيم» فى مرفأ بيروت، ولكنها بعد توزيع الخبر من خلال وكالات أنباء عالمية عادت و«سحبت كلامها» بعد إدراكها فظاعة الجريمة الكبرى ضد الإنسانية التى ارتكتبها، وأنها لا تتحمّل ردود فعل المجتمع الدولى ضد هذه العملية.

يضيف الكاتب: جاء ماكرون فى اليوم الثانى للجريمة الإسرائيلية ضد الإنسانية، وحاول أن يجتمع مع القادة اللبنانيين، ودعا إلى تشكيل حكومة، وقال يومذاك إنه يوجد نقطة واحدة ممكن أن نتجاوزها، وهذه «النقطة الصغيرة» كانت طلب الحزب أن لا تُـجرى انتخابات مبكرة... ولكن يبدو أنّ محاولته باءت بالفشل.. لأنه لا يملك أوراقا يمكن أن يستعملها بقوّة لفرض الحلّ على الشعب اللبنانى.

هكذا فشل فى المساعدة على تشكيل حكومة. والمصيبة الأكبر أنه حاول أن يلعب دورا فى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ولذلك عيّـن مندوبا خاصا له هو جان إيف لودريان، وهذا المندوب لاقى أيضا فشلا كبيرا، ومع ذلك ماكرون لم يتراجع ولم يتعلم ولم يتعظ بأنّ لا دور له على الصعيد الخارجى، فكان فشله كذلك فى اللجنة الخماسية.

يستكمل الكاتب: فشل ماكرون فشلا ذريعا وبالأخص فى لبنان، والمصيبة أن الرئيس الفرنسى لا يزال يأمل بأن يلعب دورا، ولذلك فإنّ الفشل الخارجى انعكس أيضا على الوضع الداخلى، لأنّه سيقبل بالتعايش مع رئيس حكومة يمينى.. وهنا التناقض التام فى السلطة.. هذا إذا اكتملت الانتخابات الفرنسية بتقدّم اليمين، كما حصل فى الدور الأول من هذه الانتخابات. وقبل العودة إلى الفشل الداخلى وتقدّم اليمين، أذكّر القراء الأعزاء بانقلاب النيجر الذى أظهر فشل سياسات ماكرون المتخبّطة فى إفريقيا. لقد أدّى هذا التخبّط إلى ما لا يحمد عقباه. فالنيجر كانت تُعَدّ - إلى وقت قريب - من أكثر المستعمرات الفرنسية السابقة استقرارا بمنطقة الساحل الإفريقى، لكنها لم تَعَد كذلك الآن بعد الإطاحة بحكومتها، شأنها شأن بوركينا فاسو ومالى.

إلى ذلك، كشفت مقابلات أجريت مع أكثر من عشرة مسئولين وخبراء فرنسيين وأفارقة ودوليين حاليين وسابقين بأنّ العلاقة المضطربة بشكل متزايد والمفكّكة فى كثير من الأحيان بين فرنسا ومستعمراتها الإفريقية العشرين السابقة، وضعف شخصية ماكرون فى اتخاذ قرارات صائبة أزّم العلاقات بين فرنسا والمستعمرات العشرين السابقة. حتى أن السخرية من الفرنسيين أصبحت أقوى صرخة فى مختلف أنحاء إفريقيا الناطقة بالفرنسية، حيث تُلقى الأنظمة الانقلابية وزعماء المعارضة ونشطاء المجتمع المدنى اللوم على فرنسا وحكمها الاستعمارى السابق لسنوات من التخلّف وسوء الإدارة الحكومية.

يقول الكاتب: كان ماكرون أوّل رئيس لفرنسا وُلد بعد نهاية الحقبة الاستعمارية، إذ بدأ رئاسته عام 2017 بتعهد بإعادة ضبط علاقة بلاده مع مستعمراتها الإفريقية السابقة. وأعود لأذكّر أيضا بفشل ماكرون وأنصاره فى انتخابات برلمان الاتحاد الأوروبى حيث تقدّم اليمين الفرنسى أيضا.

أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية يوم الأحد الماضى أن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية تظهر حصول حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرّف على أعلى الأصوات، مما يعنى أنّ ماكرون فشل فشلا ذريعا وانتهى زمنه..

فاختتم الكاتب: هل فعلا دخلنا فى بداية مرحلة نهاية ماكرون؟

عونى الكعكى

صحيفة الشرق اللبنانية

النص الأصلى:

 

التعليقات