سؤال: كيف يا ترى يشعر الرئيس حسنى مبارك وهو يقرأ التخمينات والتسريبات والتكهنات الصحفية هذه الأيام عن التعديل الوزارى؟
جواب: أغلب الظن أنه يضحك ويستمتع، ثم يلقى الصحف جانبا، منصرفا إلى أى شأن من شئونه الخاصة.
لا يخفى على أحد أن وسائل الإعلام باتت تتصرف وكأنها مصابة بالحمى فى معالجتها لملف ما يسمى بالتعديل الوزارى المرتقب والوشيك والحتمى!!
منذ إقالة أو استقالة وزير النقل محمد منصور بسبب حادث قطارى العياط، ثم انتهاء مؤتمر الحزب الوطنى السنوى، ووسائل الإعلام لا هم أساسى لديها غير هذا التعديل الوزارى.
الجميع ــ باستثناء من تلقوا تعليمات بالصمت ــ يتعاملون مع المسألة مثل الموظف الذى يقلب بدلته المهترئة للمرة العاشرة على ظهرها وبطنها وجنبها وحتى أكمامها.
صحيفة تتحدث عن تعديل وزارى شامل، وأخرى تؤكد أنه محدود، وثالثة تجزم بأنه متوسط، ورابعة تقول إن الوزارة بأكملها ستطير ومعها د. نظيف. وتحليل يتوقع دمج التعليم بالتعليم العالى وفصله عن البحث العلمى أو الثقافة مع الإعلام أو التموين والشئون الاجتماعية، أو الرى والزراعة.
إذا التقى رئيس الوزارة شخصا بمحض الصدفة يتحول فى نظر الصحافة إلى وزير محتمل، أما إذا كان اللقاء بين الرئيس وأى وزير أو شخصية عامة فإنه يصبح آليا مرشحا لتشكيل الحكومة.
أغلب الظن أن بعض الصحف ــ باستثناء تلك التى تغلب المعايير المهنية ــ تتعامل مع الأمر وكأنه تنجيم أو قراءة الطالع.. فإذا كان هناك وزير مصاب بإنفلونزا عادية ولزم منزله للراحة، فإنه يتحول إلى مصاب بالنوع الخنازيرى وسيغادر منصبه، وإذا لم يلحق وزير آخر القطار المتجه إلى الصعيد لحضور مؤتمر مسبق فهو مغضوب عليه، وإذا جاء محافظ ليلتقى رئيس الوزراء فى موعد مبرمج مسبقا يتحول إلى مرشح لمنصب كبير.
لو فكر أحدكم فى تجميع كل ما كتبته الصحف حول الوزراء المرشحين للخروج فسوف يجد أن غالبيتهم قد أقيلوا، وإذا أحصى أحدكم المرشحين ليصبحوا وزراء جدد فسيجد عددا يكفى لتشكيل كل وزارات منطقة الشرق الأوسط.
بالطبع فإن معظم الصحف لا تخترع شيئا من تلقاء نفسها لكنها تقع أحيانا فى فخ «تسريبات مضروبة» أو تسريبات من وزراء لضرب زملاء لهم من تحت الحزام، أو «مجاراة الموضة» والكتابة عن الموضوع حتى لو كان غير صحيح أو غير دقيق.
ندرك جميعا لكننا ننسى أحيانا أن هناك شخصا واحدا بيده أمر الوزارة وأعضائها، وهذا الشخص معروف عنه السرية والكتمان، وبالتالى فكل ما يقال تقريبا فى هذا الملف محض تكهنات وألعاب خيال تصبح مملة بمرور الوقت.
ويزداد الأمر كآبة عندما لا يتوقف أحد ليسأل سؤالا بسيطا وسط هذه «الهيصة»، وهو: ماذا سيحدث إذا تغيرت الوزارة بكاملها ومعها د. نظيف، إذا استمرت نفس العقلية ونفس السياسات؟.. هل يملك أحدكم جوابا؟!