حسن الصيفى هو واحد من المخرجين النشطاء الذين عملوا كثيرا فى إخراج الأفلام طوال ما يزيد على الأربعين عاما، خرج من جناح المخرج أنور وجدى وفى السنوات الأولى من حياته وضع فى ذهنه أن يمشى فى خطى حسن الإمام، والكثير من الأفلام التى أخرجها حتى نهاية الخمسينيات تنتمى إلى مدرسة حسن الإمام ومنها فيلم «نهاية حب» 1957 وهو الفيلم الذى اقتبسه محمد عثمان عن مسرحية للكاتب الأمريكى تنسى ويليمز باسم «حدث فى الصيف الماضى» والتى تحولت إلى فيلم قامت ببطولته اليزابيث تيلور مع مونتجمرى كليفت وهى أيضا المسرحية التى شغف بها فى السينما المصرية كل من حسن الإمام فى فيلمه «دماء على الثوب الوردى» 1981 وأيضا قدم نيازى مصطفى فى فيلم «حميدو» عام 1953، وكما نرى فإن النصوص السينمائية المأخوذة عن المسرحية قد تشابهت فى الحدوتة واختلفت فى التفاصيل، فالفكرة الرئيسية تدور حول الوصولية فى العواطف، فهناك عاشقان فقيران متحابان تسعى الفتاة إلى مساعدة حبيبها إلى توظيفه فى شركة ويقوم الشاب بإلقاء أعبائه العاطفية على ابنة صاحب الشركة ويسعى إلى الزواج منها ويتخلص من حبيبته بعد أن أخبرته أنها حامل، بالطبع اختلفت المعالجة فى فيلم «حميدو» الذى يدور حول تاجر مخدرات على شواطئ الاسكندرية يقوم باستخدام حبيبته الغجرية لتهريب المخدرات التى يتاجر بها دون أن تعرف، ثم يلقى بشباكه على الراقصة الجميلة فى الحانة وبعد أن يكتشف أن الغجرية حامل منه يقوم بإغراقها فى البحر ويذهب إلى المرأة الأخرى، أى أن البيئة هنا تختلف تماما ففيلم «نهاية حب« يدور فى القاهرة بين مجتمع الفقراء ورجال الاعمال، باعتبار أن أحمد الخارج لتوه من السجن لم يكن ينتظر أبدا كل هذا الرغد الذى يأتيه عبر امرأتين فى حياته، الأولى هى فاطمة «ماجدة» الفتاة التى تربت معه منذ طفولته، وهى الفتاة التى تميل أمه أن يتزوج منها كما أن فاطمة هى التى سعت إلى توظيف حبيبها فى المصنع خاصة بعد أن قام بأنقاذ سوسن ابنة صاحب المصنع من الغرق، الثانية هى سوسن ابنة الأكابر الفتاة البسيطة التى ينقذها رجل لا تعرفه وتقع فى هواه وتربط مصيرها به، هذا الرجل هو محور للأعمال الدرامية كلها، وهو عاشق انتهازى محاط بامرأتين مخلصتين، فالاختيار بينهما صعب للغاية، وفى فيلم حسن الصيفى فإنه يدبر خطة للتخلص من فاطمة حين يركب معها أرجوحة عالية للغاية ويجلس إلى جوارها، وبغريزة المرأة الثرثارة كثيرة الكلام يدفعها من أعلى كى تسقط ميتة وهى حامل، أى أن هذا الشاب الذى ژصبح مديرًا بالشركة ويقرب يوم خطبته بسوسن قد قتل فاطمة وجنينها، وجنى عاطفيا على امرأة أحبته ودمر مشاعر أبيها الذى كم ساعده ومنحه فرصة الترقى إلى أعلى درجات السلم الإدارى.
فى الفيلم توجد أجواء محمد عثمان الذى عمل كثيرا مع حسن الإمام وأضاف هنا شخصيات الأمهات خاصة أم فاطمة التى ليس لها سوى ابنتها وهى امرأة ضريرة تصدمها كثيرا تجربة قتل ابنتها الحامل، مثل هذه الأم غير موجودة فى المسرحية أو الفيلم الأمريكى كما أن أم أحمد هى أيضا امرأة وحيدة سوف تصبح بلا عائلة بعد إعدام ابنها من هنا تأتى كارثية الأحداث فى الفيلم باعتبار أن نهاية الحب هنا مصحوبة بالقتل وإيذاء النفس، وليس العقاب الذى سيحل بالقاتل وهو الإعدام كافيا، فعندما تزور سوسن حبيبها الخائن فى السجن تبدو منكسرة تماما وهى تلومه على ما فعل، انها جرائم مجانية اجتماعية من النوع الذى يحبه حسن الإمام، لذا فإنه فى آخر حياته قدم هذه القصة فى الفيلم الذى ذكرناه وقام ببطولته سمير صبرى وناهد شريف وسلوى صادق مع يوسف وهبى.