مشروع ترامب لخدمة صفقة عقارية لعائلته فى غزة - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 فبراير 2025 11:02 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

مشروع ترامب لخدمة صفقة عقارية لعائلته فى غزة

نشر فى : الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 7:10 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 7:10 م

 

عندما صرح الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى 4 فبراير 2025 بأن الولايات المتحدة «ستستولى على قطاع غزة» وتحوله إلى «ريفيرا الشرق الأوسط»، لم يكن ذلك مفاجئًا للمراقبين المطلعين على توجهات إدارتيه السابقة والحالية. فهذه الفكرة ليست جديدة، بل هى امتداد لنهجه الداعم لحركة الاستيطان الإسرائيلى وسياسته التى لطالما وضعت المصالح العقارية لعائلته فى قلب قراراته السياسى، وهو ما كشفته العديد من وسائل الإعلام الدولية خلال الأيام الأخيرة.

فى تحليل نشره أوليفر هولمز فى صحيفة الجارديان البريطانية فى 5 فبراير 2025، أوضح أن دعم ترامب للمستوطنين الإسرائيليين لم يكن مجرد توجه سياسى، بل استراتيجية اقتصادية مترابطة مع مصالحه الاستثمارية فى الشرق الأوسط، فمنذ رئاسته الأولى، عمل ترامب على إضفاء الشرعية على المستوطنات فى الضفة الغربية، وقدم دعمه الكامل لسياسة الضم الإسرائيلية.

ووفقًا لهولمز، فإن أحد أكثر مظاهر هذا الدعم وضوحًا كان إعلان وزير الخارجية الأمريكى آنذاك، مايك بومبيو، فى 2019 أن واشنطن لم تعد تعتبر المستوطنات «غير قانونية»، وهو تصريح منح المستوطنين الإسرائيليين شرعية غير مسبوقة، وأدى إلى تسريع وتيرة بناء المشاريع الاستيطانية.

كما شهدت فترة ترامب الأولى خطوات أخرى عززت النفوذ الاستيطانى، مثل زيارة بومبيو إلى مستوطنة إسرائيلية فى 2020، حيث شارك فى فعالية دعائية بمصنع نبيذ أقامه مستوطنون فى الضفة الغربية، وجرى إطلاق اسم بومبيو على إحدى زجاجات النبيذ تكريمًا له، هذه الخطوات، وفقًا لهولمز، لم تكن مجرد تصرفات رمزية، بل جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تمكين الاحتلال الإسرائيلى اقتصاديًا وسياسيًا.

• • •

ما يجعل مشروع ترامب فى غزة أكثر خطورة هو طريقة طرحه كفرصة استثمارية، دون أى اعتبار للواقع الإنسانى والسياسى فى القطاع، فبحسب هولمز فى الجارديان فإن رؤية ترامب لغزة مستوحاة من أساليب حركة الاستيطان الإسرائيلى التى تستخدم «التطوير العمرانى» كأداة لفرض السيطرة وتغيير التركيبة السكانية.

أما جاريد كوشنر، صهر ترامب، فقد عبّر عن هذه الرؤية بوضوح فى مقابلة أجراها فى فبراير 2024، حين قال إن غزة تمتلك «واجهة بحرية ذات قيمة عالية»، وأضاف أن الحل يكمن فى إخراج السكان الفلسطينيين ثم تنظيف القطاع.

وفى 4 فبراير 2025، صرح ترامب نفسه قائلاً: «الجميع يحب فكرة أن تمتلك الولايات المتحدة غزة، وتطورها وتخلق آلاف الوظائف فيها»، ووفقًا لما نشره إريك ليبتون فى صحيفة سياتل تايمز الأمريكية بتاريخ 5 فبراير 2025 فإن هذا التصريح يعكس بوضوح كيفية تعامل إدارة ترامب مع غزة ليس كأزمة إنسانية، بل كساحة استثمار عقارى محتمل.

• • •

المصالح العقارية لعائلة ترامب فى الشرق الأوسط

إذا كانت غزة مشروعًا عقاريًا محتملاً لترامب، فإن الشرق الأوسط بأكمله بات سوقًا استثمارية رئيسية لعائلته فقد ألقى إريك ليبتون فى تقريره الضوء على أن منظمة ترامب The Trump Organization أبرمت عدة صفقات عقارية ضخمة مع  العديد من المؤسسات والشركات العربية خصوصا فى منطقة الخليج.

وكما كشف آرثر سوليفان فى تقرير نشرته «دويتشه فيله» الألمانية بتاريخ 10 فبراير 2025، فإن ترامب لم يكتفِ بالعقارات، بل أقام شراكات رياضية فى الخليج  وبعضها يستضيف  بطولاته فى ملاعب الجولف التابعة لعائلة ترامب.

وبينما ينشغل ترامب بمشاريعه العقارية، استطاع صهره جاريد كوشنر جمع 4.5 مليار دولار من الاستثمارات العربية عبر شركته Affinity Partners وهذا يسلط الضوء على التشابك العميق بين المصالح السياسية والاستثمارات العائلية داخل إدارة ترامب. بحسب تقرير إريك ليبتون فى صحيفة سياتل تايمز المشار إليه سابقا.

• • •

إن دعم ترامب لحركة الاستيطان لم يكن مجرد موقف سياسى، بل تجربة ناجحة للجمع بين المصالح العقارية والسياسة الخارجية. وفى غزة، يسعى الآن إلى تكرار التجربة على نطاق أوسع، عبر تهجير الفلسطينيين وتحويل القطاع إلى مشروع عقارى عالمى؛ وبالتالى فإن استثمارات عائلة ترامب فى الشرق الأوسط تجعل من غزة فرصة مربحة، وليست مجرد أزمة إنسانية أو سياسية.. سيحاول المستوطنون الإسرائيليون العودة إلى غزة لالتهام قطعة من الكعكة، لكن ترامب يريد أن يكون هو وعائلته من يملكها.. ودقق فى حديثه المتكرر عن «شراء غزة».

أعان الله مصر والشعب الفلسطينى وكل الدول العربية على مواجهة هذه الطموحات الغريبة لرجل الأعمال الذى يتصور أن العالم خاضع لمشيئته!

التعليقات