ما هى معايير تقييم المدربين؟! - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الثلاثاء 11 فبراير 2025 10:54 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

ما هى معايير تقييم المدربين؟!

نشر فى : الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 7:15 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 فبراير 2025 - 7:15 م

** تخيلت فى الأيام القليلة الماضية أن جروس مدرب الزمالك جلس بجوار كولر، وكلاهما جلسا أمام شاشات التليفزيون وأمسكا بالصحف، وأخذا يتابعان مصيرهما، أو الانتقادات التى توجه إليهما. فى الزمالك رحل جوميز فجأة، وجاء جروس فجأة. وفى الأهلى قفز كولر إلى القمة بالبطولات التى حققها، ثم بدأت الانتقادات، لدرجة أن يتهم بأنه أفلس، بل وزاد البعض فى «التجويد» بأن المدربين الأجانب بعد أيام النجاح والبطولات يتراجع مستواهم..!

** فى ملاعبنا تلعب معظم أنديتنا فى دائرة أسماء المدربين المعروفين سواء محليين أو أجانب الذين سبق لهم العمل فى مصر، وفى أحيان ينتقل المدرب من نادٍ إلى نادٍ مثل عصفور مغرد ينتقل من غصن إلى غصن. فتبدو حركة المدربين بين الأندية مثل حركة العصافير فوق الأشجار. فكيف نختار المدربين؟ وكيف يعمل جروس تحديدا وهو يقرأ ويسمع ويرى أسماء المدربين الذين سوف يأتون بعده بالترتيب، كمرشحين للمهمة، وهو يدرك أن تلك المعلومات مصدرها هو النادى أو وكلاء المدربين المرشحين. وما الذى سوف يحدد ويحسم مصير جروس، مباراة من مباريات الأمس أم مباراة ديربى الأهلى والزمالك؟

** كان جوميز تعرض للنقد أيضا فى بدايات عمله مع الزمالك، وحين تغلب على الأهلى فى مباراة السوبر الإفريقى، بأداء تكتيكى مميز للغاية، أصبح مدربًا موهوبًا حتى رحل، ولم يكن رحيله لسبب فنى على أى حال.

** حتى جوارديولا الذى عاش هذا الموسم واحدا من أسوأ مواسمه، تعرض هنا للنقد، ومنه استعمال كلمة «الإفلاس» بينما لم أقرأ ولم أسمع ولم أشهد محللا أو كاتبا إنجليزيا يرى أن جوارديولا أفلس، دون إنكار أن هناك أخطاء وقع فيها وإصابا ت فى فريقه عانى منها. 

** هناك ثغرات فى اختيار المدربين، تبدأ بضيق الوقت دائما، فلابد قبل الموسم مباشرة أو أثناء الموسم، أو بعد مباراة أو قبل مباراة، لابد من البحث عن مدرب جديد لسبب ما. ولهزيمة ما ومن هنا تتجه الأنظار إلى المدربين الذين علموا سابقا فى مصر، لأنهم يعرفون كرتنا التى لا نعرفها نحن. أو يكون الاختيار حسب الفلوس المتوفرة. أو يكون الاختيار حسب شهادات الخبرة، ونجاحات سابقة حققها مع أندية أخرى مختلفة، دون تقييم حقيقى لتلك النجاحات. ودون تحديد أهداف واضحة ومطلوبة للفريق.  

 ** من المؤكد أن خبرات المدرب السابقة مهمة، لكنها ليست كل شىء. فالمدرب له فلسفة، ويجب أن نعرفها. ونعرف أيضا معلوماته الجديدة وعلومه، وشخصيته وهل يتمتع بشخصية قيادية مسيطرة أم لا يملكها. علما بأن العديد من المدربين الذين عملوا فى إفريقيا وحققوا نجاحات لم يملكوا شهادات خبرة، أو  سابقة أعمال، فاللعبة ديناميكية ومتغيرة، وليست عمارة أو عمليات تشطيب بلغة المقاولات.. ومن هؤلاء كلولوردا، وبرونو ميتسو، وهيرفى رينارد، وأليو سيسيه، وغيرهم.   

** شخصية المدرب مسألة مهمة تكاد أن تقترب من شهادة خبرته، فكيف يوجه لاعبيه وكيف يغضب منهم، وكيف يفرح وكيف يحترم انتصار المنافس، وما هى فلسفته، وما هو الجديد الذى يقدمه، وهل يعلم عناصر قوة اللاعب المصرى وعناصر ضعفه؟ وكيف ينمى الضعف ويستند على القوة؟

** قبل فترة تساءل الصحفى الإنجليزى مارتين صمويل فى  ديلى ميل: لماذا تختار مصر مدرب أجنبى؟ وأضاف: مصر ليست دولة صغيرة فى كرة القدم على مستوى إفريقيا. إنها دولة رائدة. فالمصريون هم أنجح بلد فى كأس الأمم الإفريقية، ومنتخب مصر الأكثر نجاحا فى دورة الألعاب العربية.. والأندية المصرية هى صاحبة الألقاب الأكثر فى بطولات القارة الإفريقية. فلماذا لا يدرب منتخب مصر مدربا وطنيا؟!

** وكان نصف هذا السؤال فى غير محله، وتقييما غير دقيق فما استند عليه الصحفى الإنجليزى ليس له علاقة بالكرة التى نريد أن نلعبها فى البطولات التى نريدها حقا بما فيها كأس الأمم الإفريقية؟

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.