كيف تؤثر الموسيقى فى مشاعرنا وتصرفاتنا؟ - صحافة عربية - بوابة الشروق
الأربعاء 16 أبريل 2025 12:29 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تتوقع نجاح اتفاق الهدنة في غزة؟

كيف تؤثر الموسيقى فى مشاعرنا وتصرفاتنا؟

نشر فى : الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 6:35 م | آخر تحديث : الثلاثاء 15 أبريل 2025 - 6:35 م

نشرت جريدة الخليج الإماراتية مقالاً للكاتبة شيماء المرزوقى، أوردت فيه أن للموسيقى تأثيرًا عميقًا على الدماغ والعواطف والسلوك الإنسانى، فلا يقتصر دور الموسيقى على الترفيه، بل تؤثر فى المزاج، تحفّز الذكريات، وتوجّه التصرفات، ولهذا تُستخدم بشكل ذكى فى مجالات كالتسوق، والتمارين، والعلاج النفسى… نعرض من المقال ما يلى:

هل سبق أن استمعت إلى أغنية معينة، وفجأة وجدت نفسك تغوص فى ذكريات الماضى، أو تتفاعل معها بمشاعر عميقة؟ أو ربما شعرت بحماسٍ مفاجئ أثناء استماعك لمقطوعة موسيقية فى صالة الرياضة دفعتك لممارسة التمارين بشكل أفضل؟. هذه ليست مجرد مصادفات عشوائية، بل هى نتيجة لتأثير الموسيقى العميق فى عقولنا ومشاعرنا وتصرفاتنا.

وفقًا لدراسة علمية نُشرت فى صحيفة «الجارديان» البريطانية، فإن للموسيقى قدرة قوية على التأثير فى عواطف الإنسان بشكل كبير. فالموسيقى تعمل على تنشيط أجزاء محددة فى الدماغ مسئولة عن المشاعر والذكريات، ما يفسر لماذا نسترجع الذكريات بسهولة عند سماع موسيقى مرتبطة بأحداث، أو مواقف سابقة فى حياتنا.

لكن الأمر لا يتوقف عند استدعاء الذكريات فحسب، فقد اكتشف العلماء أن الموسيقى تؤثر بشكل مباشر فى مزاجنا وتصرفاتنا اليومية أيضًا. وفى دراسة أخرى أجرتها جامعة أكسفورد البريطانية ونُشرت فى موقع «BBC»، ثبت أن الاستماع إلى الموسيقى الهادئة يقلل من التوتر، ويحسن من المزاج، ما يجعلها وسيلة فعالة، لتحسين الحالة النفسية أحيانًا، ودعم الشخص فى تحسين نشاطه عند ممارسة التمارين مثلاً.

وفى بيئات العمل والتسوق، تستغل الشركات الكبرى والمتاجر هذه الخاصية، للتأثير فى سلوك المستهلكين. حيث ثبت أن المتاجر التى تشغل موسيقى بطيئة وهادئة، تدفع الزبائن لقضاء وقت أطول، ما يزيد من احتمالية شرائهم للمزيد من المنتجات. فى المقابل، تُستخدم الموسيقى السريعة والحماسية فى أماكن مثل صالات الرياضة والمطاعم السريعة، لتشجيع النشاط والحركة السريعة.

والمثير للاهتمام أيضًا أن التأثير لا يقتصر على نوع معين من الموسيقى، بل يتعلق بالارتباط الشخصى والعاطفى الذى نشعر به تجاهها. فالأغنية التى قد تجعل شخصًا يشعر بالسعادة، قد تسبب لآخر حزنًا عميقًا، بسبب ارتباطها بذكرى مؤلمة فى حياته. لذلك، من المهم أن نكون واعين لنوعية الموسيقى التى نختار الاستماع إليها فى مختلف المواقف، فإذا كنّا نريد أن نزيد من حماسنا ونشاطنا، من الأفضل اختيار موسيقى إيقاعية سريعة، وإذا كنّا نرغب فى الاسترخاء أو تخفيف التوتر، فإن الموسيقى الهادئة والبطيئة ستكون الخيار الأفضل.

فى النهاية، تُظهر هذه الدراسات أن الموسيقى ليست مجرد وسيلة ترفيهية، بل هى أداة قوية تؤثر بعمق فى حالتنا النفسية وسلوكياتنا اليومية.

التعليقات