يبدو أن الرئيس الأمريكى الجديد جوزيف بايدن يؤمن بالمقولة التى تنسب إلى الأديب الإنجليزى وليم شكسبير، من إن «المرأة مثل كوكب يستنير به الرجل، أما بدونها فيبيت فى الظلام»، فقد اختار بايدن التسلح بكوكبة نسائية كأذرع تنفيذية لإدارته التى ستسعى لكنس أربع سنوات من الحماقة والرعونة التى تحلت بها إدارة سلفه دونالد ترامب.
وإلى جوار كامالا هاريس التى دخلت التاريخ فى 20 يناير الجارى بأدائها اليمين نائبة للرئيس الأمريكى كأول امرأة وأول أمريكية سمراء البشرة وأول أمريكية ذات أصل آسيوى تشغل ثانى أعلى المناصب فى الولايات المتحدة، يمسك بايدن بعقد ثمين اختار حباته بعناية من بستان متنوع الزهرات، ليصنع مشهدا فريدا لسلطة تمكين النساء فى أقوى إمبراطورية لا تزال تحكم العالم.
فقد قبل مجلس الشيوخ الأمريكى فى أول مصادقة له ترشيح إدارة الرئيس الأمريكى الجديد، أفريل هاينز المولودة فى نيويورك فى 29 أغسطس 1969، لمنصب مديرة الاستخبارات الوطنية، حيث تُعد أول امرأة تشغل هذا المنصب، وسبق اختيارها لإدارة الاستخبارات الوطنية التى تأسست بعد هجمات 11 سبتمبر.
وفضلا عن خبرتها الطويلة فى مجال الاستخبارات درست هاينز فترة فى اليابان حيث يقول سجلها إنها تدربت على رياضة الجودو لمدة عام، ما يعنى لكل الرجال المحيطين بها تحذيرا بأنه لا ينقصها القوة لمن أراد النزال.
هاينز لن تكون المرأة الوحيدة المسئولة عن حماية ممتلكات الأمريكيين، فقد وقعت عين بايدن على ديب هالاند البالغة من العمر 60 عاما، ستصبح أول أمريكية من السكان الأصليين لتولى حقيبة الداخلية.
وتدعيما لفريقه النسائى اختار بايدن جانيت يلين، كأول وزيرة للخزانة، وهى المرأة التى وصفتها شبكة «سى إن إن» بأنها واحدة من بين أقوى النساء فى العالم. وتنتظر جانيت تحديات جمة للنهوض بالاقتصاد الأمريكى المتضرر بشدة من فيروس كورونا.
سيدة أخرى فى إدارة بايدن هى جينا ريموندو المرشحة لوزارة التجارة، التى توصف بالمرأة الحديدية فى المفاوضات، حيث يعول عليها كثيرا فى التعامل مع الملفات الشائكة مع الصين، ولِشَدِّ أزرها فى الحرب التجارية مع بكين تم اختيار كاثرين تاى، ذات الأصول الصينية، لتكون ممثلة للتجارة الأمريكية.
ومن صاحبات القبضات الحديدة إلى ذوات القفازات الدبلوماسية عين بايدن ليندا توماس جرينفيلد، ذات الأصول الإفريقية سفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، التى قالت إنها «ستعمل جاهدة لاستعادة مكانة أمريكا فى العالم وتجديد العلاقات مع حلفائنا».
قائمة تعيينات بايدن للنساء طويلة، وتضم أيضا كلا من: جنيفر جرانهولم، سويدية الأصل، لمنصب وزيرة الطاقة، وجينا مكارثى، مديرة وكالة حماية البيئة فى إدارة أوباما، لتولى الإشراف على تنسيق سياسة المناخ بالبيت الأبيض، وهناك الطبيبة روشيل والنسكى، التى تم تعيينها مديرة لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.
وإذا كان بايدن وزع الحقائب الوزارية بين الرجال والنساء، غير أنه فضل احتكار السيدات فريقه للاتصالات، حيث جاءت على رأس هذا الفريق، الذى لا يتطلب تعيينه موافقة مجلس الشيوخ، جين ساكى كمتحدثة باسم البيت الأبيض. وعملت ساكى وهى من أصل يونانى بولندى، متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فى عهد الوزير جون كيرى.
هذا الهجوم النسائى على المواقع الأمريكية الكبرى، وخاصة منصب نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس، هل سينعكس على أداء الإدارة الجديدة فنرى أمريكا أكثر عدلا وتعاطفا مع المستضعفين فى الأرض؟ أم ستكون النساء أكثر شراسة فى التعامل مع التحديات التى يفرضها العمل السياسى، فتتوارى الرقة والعذوبة، ونصبح أمام من لا يرحمن؟!