الكل يتحدث العربية - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:48 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكل يتحدث العربية

نشر فى : الأحد 27 أغسطس 2017 - 9:25 م | آخر تحديث : الأحد 27 أغسطس 2017 - 9:25 م
نشرت جريدة الأيام البحرينية مقالا للكاتب حسين شبشكى يتناول فيه اهتمام القنوات العالمية جميعا بأن يكون لها قنوات ناطقة باللغة العربية كى تخاطب جمهور المنطقة حيث قال لعلّ أول اهتمام بتوصيل الإعلام الغربى بنسخة «معربة» إلى العالم العربى كان عن طريق إذاعتى الـ«بى بى سى» و«صوت أمريكا»، وهما المحطتان اللتان كانتا تلقى برامجهما المتابعة العريضة ومصداقية من نوع «خاص» للأخبار والمعلومات المنقولة. ثم جاءت محطة الـ«بى بى سي» عربية والتى بثت فى التسعينيات الميلادية للمنطقة عقب اكتشافها لتأثير الإعلام الغربى على المنطقة العربية بعد تغطية الـ«سى إن إن» لأحداث تحرير الكويت من الغزو العراقى (وإن كان ذلك باللغة الإنجليزية)، ثم أطلقت بعدها مجموعة محطات بالعربية مثل «الجزيرة» و«العربية»، ولكن على ما يبدو اليوم نعيش فترة انتشار المحطات الفضائية العالمية الموجهة باللغة العربية إلى العالم العربى.
قامت الحكومة الأمريكية بإطلاق قناة «الحرة» لمحاولة التواصل مع العالم العربى وصرفت عليها ولا تزال مبالغ كبيرة ومهمة، فهناك تجربة «فرانس 24» وهى محطة مدعومة من الحكومة الفرنسية بشكل واضح وتركز على المناطق التى لها نفوذ تاريخى فيها وقديم مثل الهلال الخصيب وشمال أفريقيا، وهناك محطة «روسيا اليوم» التى غيرت اسمها رسميًا إلى «آر تي»، وهى محطة ذات نفوذ معنوى مثير للجدل، فهى أخذت مواقف «عجيبة» فى تأييدها لنظام طاغية كبشار الأسد وروجت لأقاويل و«شهود» لدعم نظامه، وهى تدعم باستمرار وجهات نظر وسياسات مناهضة تماما للغرب عموما وللولايات المتحدة تحديدًا.
كذلك أطلقت الصين مجموعة محطات موجهة باللغة العربية، وأيضا فعلت تركيا وكوريا الجنوبية، ويشعر اليابانيون بعجز كبير وخجل أكبر تجاه حراك الصين وكوريا الجنوبية الإعلامى والثقافى العربى، وذلك حماية لمصالحهما الاقتصادية المتنامية فى المنطقة، بينما يتخلف اليابانيون فى هذه المسألة وهم من كانت لهم الأسبقية والأولوية للتعامل الاقتصادى مع العالم العربى.
وعلى صعيد المبادرات الخاصة هناك «سكاى نيوز» التى أطلقت محطتها باللغة العربية بنجاح لافت، ويوجد حديث عن نسخة لمحطة «فوكس» باللغة العربية. ولا تزال محطة «سى إن إن» عربية قيد الدراسة، إذ اكتفت المحطة حتى الآن بموقع إخبارى بالعربية، وبعد نجاح محطة «سى إن بى سي» عربية المتخصصة فى الشأن الاقتصادى، تفكر محطة «بلومبيرغ» فى محطة خاصة بالعالم العربى هى الأخرى.
هذا الكم الهائل من الاهتمام «العالمى» بتوجيه محطات فضائية نحو منطقة هائلة فى تعدادها السكانى وإمكانياتها الاقتصادية، يأتى أيضًا لملء فراغ مهنى وتشريعى لدى البعض فى مساحات الحرية للكلمة والصورة والحرف المكتوب باحتراف للمتلقى، وبالتالى هى فرصة ضاعت بسبب عدم تقدير حقيقى لأهمية الإعلام فى منظومة تطوير الأمر.
ليس جديدًا اهتمام الدول غير العربية بتوجه إعلامهم بالعربية للمنطقة، فهناك محاولات «خبيثة» أطلقت من قبل إسرائيل وإيران، وذلك لأهداف سياسية وطائفية بات معروفًا غرضها، ولكن هناك المزيد من الإقبال المتوقع على الإعلام المطلق باللغة العربية.. هناك الحديث عن محطات باللغة الإسبانية وأخرى باللغة البرتغالية وكلتا المحطتين لهما أهداف لمخاطبة جاليات المهجر، بالإضافة إلى وجود مشاريع لمحطات أسترالية وكندية موجهة للعالم العربى.
فجأة أصبح العالم العربى هو نكهة الشهر وطبق اليوم على لائحة الاهتمام الأول. فى النهاية هى جسور للتواصل بين الأمم والشعوب لملء الفراغ الذى تحتكره قوى الجهل والتطرف ولذلك لم أستغرب أبدًا ما سمعت مؤخرًا من أن الهند ترى نفسها الأحق بالاهتمام بالعالم العربى وتتحدث مع مجموعات نافذة لإطلاق محطة عربية كبرى موجهة من الهند، بعد أن تشبع العالم العربى من مطبخها وموسيقاها وأفلامها.
عالم يتغير وأطباق لاقطة تندثر ليكون هاتفنا هو المستقبل والمستقبل لكل ما هو آت.

 

التعليقات