رد قلبي - محمود قاسم - بوابة الشروق
السبت 14 ديسمبر 2024 9:34 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رد قلبي

نشر فى : الجمعة 2 أغسطس 2024 - 7:35 م | آخر تحديث : الجمعة 2 أغسطس 2024 - 7:35 م

لا متعة فى مشاهدة فيلم له أهميته بدون الرجوع إلى الرواية الأصلية، رغم أننا شاهدنا «رد قلبى» إخراج عز الدين ذو الفقار مرات عديدة، خاصة فى المناسبات الوطنية فإن الفيلم الذى تم إنتاجه عام 1957 تعتبر مشاهدته عملا منقوصا تماما، كتب يوسف السباعى هذه الرواية عام 1954 قبل الأحداث الساخنة التى انتزعت محمد نجيب من رئاسة الجمهورية وقيادة مجلس الثورة، ولم يكن المؤلف يعرف أن الأحداث ستنقلب تماما وتتغير، لذا فقد حكى المؤلف عن بعض الصراعات والأحداث المهمة التى شارك فيها نجيب فى العامين الأولين فى الثورة وطبعت الرواية ولم ينتبه أحد إلى أنها صارت شهادة تاريخية للمؤلف، وعندما بدأ إعداد السيناريو كانت الأمور قد تغيرت تماما فلم يعد نجيب فى الصورة وصار عليه أن يختفى فى الفيلم، وظهر ضباط آخرون من الاحرار كأنهم بدلاء للأسماء الحقيقية مثل الضابط على ابن الجناينى، الذى كان أبوه يعمل مشرفا على أراضى الباشا الكبير، هذا الشاب نشأت بينه وبين إنجى ابنة الباشا قصة حب منذ الصبا، خاصة بعد أن قام على بإنقاذ الفتاة من الغرق، ونمت علاقة حب يعارضها بشدة الشقيق الأكبر الأمير الذى كان بحكم مكانته لا يوافق على أن تقترن به، بل أن تقترب أخته من على وأسرته، وقد التحق هذا الشاب بالكلية الحربية بناء على توصية تدخلت فيها إنجى لدى أحد معارفها من كبار الضباط، أى إن هناك بعض الضباط الذين التحقوا بالكلية بدون أى واسطة، حسب الفيلم فإن على هو نموذج لتسعين ضابطا شاركوا فى الثورة، وما يهمنا هنا أن نؤكد أن نص الرواية الذى نشره الجباخنجى لا يزال موجودا فى المكتبات تتم طباعته بنفس الآلية التى كتبها المؤلف، وهو أمر مهم يجعلنا نتحمس لقراءة مثل هذه الروايات الملاصقة للتاريخ والسياسة، فعلى حد علمى فإنه ليست هناك رواية مرت بمثل هذه الظروف، فالمؤلف هو أيضا ضابط تخرج فى دفعة جمال عبد الناصر وللأسف فإن كلنا شاهدنا الفيلم، أما الذين قرأونها فقد ذهبوا مع الريح إما بالرحيل، أو أن الزمن كفيل بطمس الذكريات، لكن صفحات الرواية مطبوعة تشهد على حقيقة لا يعرفها إلا القليل، ومن هنا تأتى أهمية الكتابة عن الفيلم، فهو عمل رومانسى يضاف إلى بقية أعمال عاطفية كتبها السباعى وتحولت إلى أفلام مثل «فديتك يا ليلى» و«إنى راحلة»، رغم أن السباعى أعلن شهادته على أحداث مصر السياسية التى شاهدناها طوال عشرين عاما هى عمر الثورة مثل بناء السد العالى وقضية فلسطين وأيضا هزيمة 1967، ومن هذه الروايات «طريق العودة» و«نادية». ولا شك أن وجود المؤلف فى المؤسسات الثقافية والسياسية قد منح لهذه الكتابات قوة فى التصديق.

والأهمية، كما يجب أن نعرف أن السباعى عشق الكتابة السينمائية وكان أول من تم الالتفات إليه فى هذا الجيل حيث تحولت روايته «أرض النفاق» إلى السينما والتليفزيون أكثر من مرة، كما كتب فيلما عن جميلة بطلة الجزائر وأيضا شارك فى كتابة فيلم «الناصر صلاح الدين»، وله عمل بالغ الأهمية هو «السقا مات»، وعدة مسرحيات كوميدية لم يلتفت إليها أحد، أى إنه من المستحيل فهم يوسف السباعى بدون قراءة أدبه، وهذا الامر ينطبق على الأفلام المأخوذة من الروايات خاصة فى مصر.

التعليقات