أحوال صحية.. النوم سلطان - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 17 أكتوبر 2025 10:17 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

أحوال صحية.. النوم سلطان

نشر فى : الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 7:10 م | آخر تحديث : الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 7:21 م

رغم أن «صوموا تصحوا» هو الحديث الصحيح المتناقل عن الرسول، عليه صلوات الله وتسليمه، إلا أن «ناموا تصحوا» أيضًا مقولة صحيحة ونصيحة تُسدى للجميع عن ثقة فيما وراءها من حقيقة علمية.

الواقع أن اضطرابات النوم وما يصاحبها من قلق وسهر وعدم الحصول على قدر كافٍ من النوم تعد مشكلة حقيقية يعانى منها كل سكان العالم بلا استثناء. هذه النتيجة جاءت عند إعلان ما توصل إليه فريق البحث من تحليل الملفات الصحية لأحد عشر شخصًا يعيشون فى اثنتى عشرة دولة فى أنحاء العالم. كشفت الدراسة عن أن ٦٢٪ منهم يمكنهم الاستيقاظ فى حالة ذهنية صافية تسمح لهم ببدء العمل بنشاط، متمتعين بقدر جيد من التركيز.

أشارت الدراسة أيضًا إلى تراجع ساعات النوم العادية، والتى يقدرها العلم بثمانى ساعات يوميًا، إلى سبع ساعات، ورغم ذلك فالبالغون لا يتمتعون بقضائها كاملة فى النوم، بل أقل من ذلك أيضًا.

عزت الدراسة الدواء الناجم عن قلة ساعات النوم إلى أنه سبب أساسى فى حوادث السيارات والشاحنات التى تهدد حياة البشر بلا حساب.

الواقع أننى فى نفس الأسبوع كنت قد انتهيت من قراءة نتائج تجربة سويسرية تحذر من خطورة نوم الأطفال فى وقت متأخر من الليل، وعدم حصولهم على قدر كافٍ من النوم.

تشير الدراسة إلى أن ذلك يُلحق ضررًا بالغًا بالنمو العقلى لكل أجزاء المخ، خاصة تلك المتعلقة بالذاكرة، وأيضًا الجزء الخلفى من الدماغ المسئول عن الحركات اللا إرادية والانفعالات، والجزء الجبهى المسئول عن الانتباه والتفكير.

انتهى الباحثون إلى أن عواقب اضطرابات النوم لا تظهر فورًا، بل على المدى الطويل، وأن قلة النوم تضعف القدرة على تلقى المعلومات، خاصة تلك المتعلقة بالقراءة والرياضيات.

أما الضغط النفسى والعصبى القاسى طويل الأمد، فهو لا يرحم خلايا الدماغ، بل يسهل فى اغتيالها والتسبب فى موتها. تلك التأثيرات تنال من القدرات العقلية، فيشرد الذهن، وتقل درجة الانتباه، وتضعف الذاكرة، ويصعب استرجاع المعلومات، ويظهر التردد فى اتخاذ القرارات.

إذن فالنوم عددًا من الساعات كافيًا كما حدده العلم بثمانى ساعات يوميًا قد يبدو الآن حلمًا للجميع، إلا أننا على الأقل يمكننا القبول بست ساعات، وربما خمس، لكنها يجب أن تكون صحية يتمتع فيها العقل بالراحة الذهنية والجسم براحة عضلاته، رغم أن أجهزة الجسم لا تتوقف عن عملها، وإن بدت بصورة بطيئة لكنها مستمرة.

كيف يهرب الإنسان من مصيدة القلق التى تقاسمه فراشه؟ قد تُجدى بالفعل الوسائل البسيطة المتعارف عليها قبل النوم: حمام دافئ، وكوب لبن، وغرفة نوم جيدة التهوية خالية تمامًا من كل الأجهزة الكهربية، بلا تليفون أو ساعة، مع الإظلام التام. بالفعل كلها شروط يمكن للمريض الذى يعانى من قلة النوم أن يفى بها. لكن أهم عامل قد يؤدى بالفعل إلى نوم عميق - من وجهة نظرى المتواضعة - هو أن تخلد للنوم بذهن صافٍ وضمير مستريح.

هل أضفت بعدًا مستحيلًا؟

هل زدت الأمر تعقيدًا؟

قد يكون الأمر صعبًا، لكنه أبدًا ليس بمستحيل.

جربوا أن تجعلوا من النوم سلطانًا

كما يُقال فى المثل الشعبى المصرى..

جربوا.. لن تخسروا أبدًا.

التعليقات