من الحرب إلى شرم الشيخ.. تحولات السياسة الإسرائيلية في ظل ضغوط دولية - العالم يفكر - بوابة الشروق
الجمعة 17 أكتوبر 2025 10:17 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

برأيك.. هل تنجح خطة الـ21 بندًا لترامب في إنهاء حرب غزة؟

من الحرب إلى شرم الشيخ.. تحولات السياسة الإسرائيلية في ظل ضغوط دولية

نشر فى : الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 7:05 م | آخر تحديث : الجمعة 17 أكتوبر 2025 - 7:05 م

نشر معهد Chatham House مقالًا للكاتبة كسينيا سفيتلوفا، توضح فيه أن اتفاقية وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بوساطة من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وبدعم من دول عربية وإسلامية مؤثرة، لم تغيّر فقط من خريطة الحرب، بل قلبت معادلات السياسة الإسرائيلية رأسًا على عقب، وأظهرت تحوّلًا لافتًا فى مواقف بنيامين نتنياهو، الذى كان قبل أسابيع قليلة يرفض أى تسوية دون تحقيق ما سمّاه «النصر الكامل». ومع توقيع الصفقة التى فرضها الواقع الدولى، يجد نتنياهو نفسه اليوم أمام معادلةٍ جديدة: بين سلام فُرض عليه من الخارج، ويمين متطرف يهدد بإسقاطه من الداخل.. نعرض من المقال ما يلى:

تقول كاتبة المقال كسينيا سفيتلوفا إن التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار استغرق نحو عامين من الحرب المتواصلة، تخللتهما احتجاجات شعبية تطالب بإطلاق سراح الرهائن. وقد دفع ذلك الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وبدعم من دول عربية وإسلامية، إلى فرض إنهاء الحرب على كل من إسرائيل وحماس. بالتالى، انسحب جيش الدفاع الإسرائيلى من معظم مناطق غزة، وأُفرِج عن جميع الرهائن الإسرائيليين العشرين الأحياء، لتبدأ بعدها مرحلة جديدة من المساعى الدبلوماسية تُوّجت بعقد قمة سلام فى شرم الشيخ وُقعت فيها اتفاقية وقف إطلاق النار.

أثبتت اتفاقية وقف إطلاق النار تغير موقف نتنياهو بشكل كبير، حسب رؤية الكاتبة. وهذا يدعو إلى التساؤل عن مدى احتمالية أن يفقد قبضته على السلطة؟

• • •

قبل أسابيع قليلة فقط، أبدى نتنياهو رفضًا غاضبًا لأى مقترح يدعو إلى إنهاء الحرب عبر صفقة، متمسكًا بتحقيق ما أسماه بـ«النصر الكامل»- وهو التعهد الذى كرره منذ الأيام الأولى لحرب غزة. كما رفض بشكل قاطع فكرة تأجيل نزع سلاح حماس مقابل إطلاق سراح الرهائن، ورفض كذلك إشراك السلطة الفلسطينية فى جهود إعادة إعمار القطاع. وإلى جانب ذلك، أصر على حصر المساعدات الإنسانية ضمن نطاق ضيق عبر «صندوق المساعدات الإنسانية لغزة» (GHF) المدعوم من إسرائيل، وهو مشروع لم يحقق أهدافه وانتهى إلى التفكك لاحقًا.

فى البداية، ساعدت مواقف نتنياهو من الحرب على غزة فى الحفاظ على دعم شركائه فى الائتلاف اليمينى المتطرف، بمن فيهم بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. لكنهم هددوا بالاستقالة، بسبب صفقة ترامب للسلام وصوتوا ضد المرحلة الأولى منها.

فى خطابه الأخير، دافع نتنياهو عن الصفقة بل أشاد بها، مدعيًا أن إسرائيل حصلت على كل ما تريده. هذا صحيح، لكن هذه الصفقة تتعارض مع المبادئ التى تبناها نتنياهو ودعا إليها، ومنها «النصر الكامل».

لفترة من الوقت، اعتقد نتنياهو أنه يمكنه الحصول على كل شىء: صفقات سلام مربحة مع بعض الدول العربية بينما يدير الصراع مع الفلسطينيين. دمرت حماس هذه الاستراتيجية بهجوم 7 أكتوبر. فالحرب المطولة التى تلت هجوم حماس والإبادة البشرية (التى مارستها إسرائيل) فى غزة دفعت العالم إلى الابتعاد عن نتنياهو.

• • •

يبقى أن نرى كيف سيكون رد فعل شركاء نتنياهو فى الائتلاف على الأحداث الجارية فى غزة. يبدو أن نفوذ السلطة الفلسطينية سيتزايد، والجدول الزمنى لنزع سلاح غير محدد، والمسار نحو إقامة دولة فلسطينية مدعوم بوضوح من أغلبية المجتمع الدولى (حسب رؤية الكاتبة).

إذا لم يستقل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، بسبب هذه النقاط السابقة، يمكن لحكومة نتنياهو أن تظل قائمة لعدة أشهر: فمن المقرر إجراء الانتخابات بموجب القانون فى أواخر عام 2026. ومع ذلك، فإن المطالب بتشكيل لجنة للتحقيق فى الإخفاقات الأمنية التى أدت إلى 7 أكتوبر ستخيم على الحكومة، خاصة أن رئيس الوزراء أكد أن مثل هذه اللجنة لا يمكن تشكيلها إلا بعد انتهاء الحرب. كما أن المضى قدمًا فى مشروع قانون التجنيد، لضمان عدم خدمة الرجال اليهود المتشددين (الأرثوذكس المتطرفين) فى الجيش، سيشكل مشاكل -أيضًا- فى بلد فقد للتو 915 جنديًا -رجالًا ونساء- فى القتال.

رغم أن احتمالات إجراء انتخابات مبكرة تبدو مرتفعة، فإنها لا تزال غير مؤكدة. ويعنى ذلك احتمالية سعى نتنياهو إلى تأجيل الاقتراع حتى تتحسن فرصه فى الفوز. وتضيف الكاتبة بأن نتنياهو هدد، قبيل زيارة ترامب إلى إسرائيل، باستئناف القتال إذا انتهكت حماس أى من شروط الاتفاقية. إلا أن شركاءه من اليمين المتطرف يدركون أن ذلك غير ممكن، فى ظل إصرار تصميم ترامب على إنهاء الحرب.

لقد انهارت سياسات نتنياهو، واحدة تلو الأخرى. ومن غير الواضح إذا كانت ستطلق يد شركاء نتنياهو فى بناء مستوطنات جديدة فى الضفة الغربية أم لا؟

فى ختام المقال، تطرح الكاتبة تساؤلًا جوهريًا: هل تملك المعارضة الإسرائيلية القدرة على تصحيح مسار نتنياهو وفتح طريق جديد أمام إسرائيل، طريق السلام والمصالحة؟ فحينها فقط يمكن أن تنفلت إسرائيل من دوامة الحروب العبثية وأوهام «النصر الكامل»، لتسير نحو أفق يقوم على الحوار والتعاون والسلام الحقيقى.

 

مراجعة وتحرير: وفاء هاني عمر

النص الأصلي

https://tinyurl.com/2a4n9ut8

التعليقات