التوليفة الكاملة لهذا الفيلم تعنى أنها تتكون من أبرز صناع سينما البهجة فى مصر، ابتداء من المخرج حلمى رفلة الذى أعطى الفرصة الكبيرة فى البداية لكل من إسماعيل ياسين، محمود شكوكو وبقية نجوم هذا الفيلم الذى أخرجه عام 1949 وكتبه أبو السعود الإبيارى أحد صناع السينما المبهجة فى تاريخه، وإذا تأملنا عنوان الفيلم الناس فى ليلة عيد تبدو سعيدة. وفى أحسن حالاتها وقد بدأ الفيلم بمجموعة متتالية من الأغنيات والاستعراض، يؤديها اثنان من أبرع من أديا المنولوجات المصرية وهما إسماعيل ياسين ومزجا بين صوت جديد صالح بأداء كل أوان الغناء، يعنى هذا أمام فيلم مصنوع للبهجة وأن المخرج حشد كل ما لديه من استعراضات هذا الثلاثى الذى يغنى بشكل جيد، وذلك كى يجد المتفرج نفسه عضو لجنة التحكيم لما يراه، ففى ليلة العيد يبحث هؤلاء الإخوة الثلاثة عن فرصة عمل فى مجال الاستعراض، وعليهم أن يذهبوا إلى مدير الفرقة الذى سيختارهم، ولكن أبواب هذا المدير مغلقة أمام الثلاثة، وتتسلق الأخت نافذة فى المبنى وتكتشف أنها أمام عصابة من النصابين يستعدون للاستيلاء من خلال اللعب، على الشاب الثرى عادل، وتستمع الفتاة إلى الحوار الذى يدور فى الغرفة وهى مختبئة أسفل مائدة اللعب وفيما بعد يخسر عادل ويوقع على إيصال مالى بمبلغ يوازى ما خسره، وفى نهاية اللعبة يكتشف النصابون الفتاة التى سرقت الأموال وهربت.
هذه هى نصف الحدود الذى عاشها الإخوة الثلاثة ليلة العيد أما النصف الآخر بالاستعراض حيث تقابل الفتاة المدير الذى يعجب بها وتتخذ لنفسها اسم ياسمين، وهو معجب كثيرا بالفن المصرى، إلا إن الكازينو لبنانى الجنسية تقدم له نفسها كلبنانية وأن اسمها فلة وتبدو شادية متألقة وهى تؤدى الاستعراضات المتنوعة، ويتنافس عليها الشريكان من الناحية الثانية، وهى التى اشترطت إشراك أخويها معها فى العمل ومن هنا تدور المنافسة، بما يعنى أن السيناريو وضع كل البدائل المطلوبة لتسلية الجمهور:
استعراضات ــ مواقف ضاحكة ــ قصة حب تنمو بين عادل ــ مجموع مطاردات بين أشرار والإخوة الثلاثة الباحثين عن فرصة عمل، يعنى هذا أننا أمام فيلم ينتمى إلى التوليفة التى يحرص مخرج الفيلم على صناعتها، وهى تركيبة ذكية أساسية لهذا النوع الكلاسيكى من هذه السينما التى كانت صورة من الظاهرة الأمريكية المنتشرة فى ذلك الحين، واستعان رفلة بأبطاله أنفسهم وأيضا المنتج أنور وجدى الذى شارك فى التأليف دون أى نشاط آخر فى هذا الفيلم من حيث بدئ فى أى حد توافق بين الاثنين، ويحسب للعمل أنه جمع بين استيفان روستى ولولا صدقى، من أشرار السينما، ليجتمعا مجددا داخل هذه التوليفة.
هذه التوليفة أجادها مخرجون آخرون سرعان ما خرجوا عنها مثلا بركات ويوسف معلوف وسيف الدين شوكت، لكن يحسب لحلمى رفلة أنه كان بالغ الوفاء لتلك النوعية، ولم يزعم أنه صانع لسينما مختلفة، لذا فإن ليلة (العيد فيلم يصلح لكل الأيام وليس فقط المناسبات، الجدير بالذكر أن المخرج تألق مع النجوم الجديدة منهم فريد الأطرش ومحمد فوزى ومنحا البطولة لإسماعيل ياسين فرص عمرة وأيضا لكل من شكوكو، بالإضافة إلى كل عناصر الفيلم أنه مزيج يعجب جميع الأذواق ويحتاج إلى دراسة خاصة.