على ضفاف القنال - طلعت إسماعيل - بوابة الشروق
الخميس 12 ديسمبر 2024 6:56 م القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

على ضفاف القنال

نشر فى : الثلاثاء 2 يونيو 2015 - 9:15 ص | آخر تحديث : الثلاثاء 2 يونيو 2015 - 9:15 ص

ليس من سمع كمن رأى، مقولة خالدة، كانت مرشدى وأنا فى الطريق إلى ضفاف قناة السويس قبل أيام للمشاركة فى احتفال جمعية خريجى الإعلام بعيد الإعلاميين بمدينة الإسماعيلية، حيث تجمع خريجو الإعلام من مختلف الجامعات المصرية، العاملون منهم فى الإذاعة والتليفزيون، أو الصحف على اختلاف توجهاتهم، وتفاوت أجيالهم.

بعد لقاء قصير بمركز النيل للإعلام حضره محافظ الإسماعيلية اللواء ياسين طاهر، ورئيس جامعة قناة السويس الدكتور ممدوح غراب، انصب الحديث خلاله على دور الإعلام فى مواجهة التحديات التى تمر بها مصر فى الوقت الراهن، انتقل المشاركون إلى قاعة التدريب البحرى والمحاكاة التابع لهيئة قناة السويس، حيث كان فى استقبال الجميع رئيس الهيئة الفريق مهاب مميش.

عبر شاشة عرض كبيرة، وعلى مدى ساعتين تقريبا راح الفريق مميش يشرح، بصبر ومحبة، المراحل التى مر بها مشروع حفر القناة الجديدة، منذ أن كانت فكرة عرضها على الرئيس السيسى وحتى المحطة التى وصلت إليها قبل نحو شهرين من حفل افتتاحها المقرر فى 6 أغسطس المقبل، والذى يجرى الاستعداد له حاليا على قدم وساق، مشيرا إلى أن المصريين، تخطيطا وتنفيذا وتمويلا، يقدمون للعالم هدية جديدة بإضافة مجرى ملاحى بطول 35 كيلومترا، وبعمق 24 مترا، وعرض 320 مترا، فضلا عن 37 كيلو مترا توسعة وتعميقا للقناة الأم.
وسط حماس نافس ارتفاع درجات الحرارة وقت الظهيرة، اعتلى عشرات الإعلاميين متن القاطرة البحرية «بارع 2» التى انطلقت من مرسى نادى العاملين بهيئة قناة السويس إلى القناة الجديدة، فى جولة استغرقت نحو ساعتين، كانتا كفيلتين بوضعنا فى قلب المشهد الذى يؤكد أن المصرى قادر، إذا ما توفرت الإرادة والإدارة الجيدة، على تقديم ما يشبه المعجزات، ففى أقل من عشرة أشهر تم رفع 250 مليون متر مكعب من الرمال عبر الحفر الجاف، ونحو 200 مليون من الرمال المشبعة بالمياه فى أكبر عملية تكريك يشهدها التاريخ.

أحد كبار مهندسى هيئة قناة السويس وحتى يضعنا فى صورة ما يجرى قال إن أجدادنا استغرقوا عشر سنوات فى حفر القناة الأصلية بطول 162 كيلو مترا، فى حين يتجاوز المجرى الملاحى الحالى 193 كيلومترا أى أننا اضفنا إلى القناة القديمة أكثر من 30 كيلو مترا، وعند الانتهاء من حفر القناة الجديدة سنقدم للعالم ممرا مائيا، يختصر زمن الرحلة بين الشمال والجنوب إلى 11 ساعة بدلا من 18 ساعة.

المشروع لا يقتصر على أكبر نسبة من الازدواج فى المجرى الملاحى للقناة فقط، بل يستهدف تقديم مليون فرصة عمل للشباب من خلال تنفيذ مشروع تنمية قناة السويس الذى يتضمن إنشاء 6 موانئ ومنطقتين صناعيتين، وحسب الفريق مميش سيتم استغلال عبقرية المكان الذى تتميز به منطقة القناة لإقامة العديد من المشروعات الصناعية والإنتاجية بينها مشروع ضخم للاستزراع السمكى.

عقب الجولة البحرية وفى حديقة نادى العاملين بهيئة القناة تحلقنا حول الشاعر الكبير جمال بخيت الذى أضفى بروحه الطبية صفاء على المكان قبل أن ينشدنا بعضا من أشعاره التى تفيض حبا وعشقا لتراب مصر، ليكون مسك ختام يوم على ضفاف القنال، وبمجرد عودتى كان نجلى الطالب بالمرحلة الثانوية يمازحنى قائلا: «زرت القناة واطمنت على فلوسك؟» قابلت مزاح الجيل الجديد بابتسامة أمل فى القادم رغم كل التحديات.

التعليقات