سفينة الحب والعذاب - محمود قاسم - بوابة الشروق
الإثنين 6 يناير 2025 12:20 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سفينة الحب والعذاب

نشر فى : الجمعة 3 يناير 2025 - 7:25 م | آخر تحديث : الجمعة 3 يناير 2025 - 7:25 م

 

عش أكثر تشاهد المزيد من الأفلام.

هذا هو المنطق الذى تعامل معه بعض المخرجين الذين عاشوا أعمارًا طويلة فى السينما المصرية، حيث لجئوا إلى اقتباس أفلامهم القديمة أكثر من مرة بأسماء جديدة ولم يكن هناك أى جديد فى تلك الأفلام، فى هذا العامود تحدثنا، فى السنة قبل الماضية، حول فيلم «نهاية حب» إخراج حسن الصيفى وهو من بطولة ماجدة وصباح وشكرى سرحان، الفيلم مأخوذ عن مسرحية أمريكية للكاتب تينيسى ويليمز، هذا النص استهلكته الأفلام المصرية كثيرًا جدًا وكان يحمل عنوان «صيف ودخان»، حيث رأيناه مرات عديدة تحت مسميات: «حميدو»، «نهاية حب»، «دماء على الثوب الوردى»، ثم فوجئت بمشاهدة فيلم غريب الاسم من إخراج الصيفى أيضًا عام 1993 من بطولة فريد شوقى وشيرين سيف النصر وحلمى عبد الباقى وآخرين.

بالطبع لقد انتهى عصر معرفة الأفلام من خلال دور العرض، والآن نشاهد هذه الأفلام عبر المنصات واليوتيوب، وكانت المفاجأة أن فيلم «سفينة الحب والعذاب» هو معالجة طبق الأصل للفيلم القديم «نهاية حب» دون أى تغييرات، ودون أى إشارة إلى المعلومات التى نذكرها فى هذا المقال، بالطبع لا يمكن لأحد نسيان الفيلم القديم بسحره، هذا السحر ليس أبدًا بسبب المخرج ولكن بقوة نجومه خاصة صباح، وكل ما حدث فى الفيلم هو تغيير أسماء الأبطال، أما الفيلم الجديد فقد كان أبطاله فى حاجة إلى تمرينات طويلة لكن حسن الصيفى كان (يخرج وخلاص)، دون أن ينظر إلى الفيلم أو يراجعه.

المسرحية الأمريكية تتحدث عن شخص وصولى يقع فى حب فتاة فقيرة وقفت إلى جانبه فى محنته وساعدت أمه أثناء غيابه فى السجن، وسعت إلى توظيفه فى الشركة التى تعمل بها، وكل ما فعله أن رمى شباكه على ابنة المدير الساذجة التى أحبته وسعت إلى ترقيته وطلبته للزواج، وضغطت على أبيها أن يوافق على هذا الزواج، من ناحية أخرى فإن هذا الشاب الوصولى ظل مرتبطًا بالفتاة الأولى التى حملت منه، فلما صارت عبئًا عليه دفعها من أعلى الأرجوحة الضخمة لتسقط ميتة، وهو بالعروس وثروتها الهائلة وقد اكتشفت إحدى زميلات العمل هذه الجريمة فأبلغت تفاصيلها إلى أم القتيلة التى كانت وراء اكتشاف بشاعة ما حدث، ويدخل الشاب السجن، أو يعود إليه كما خرج منه، لكنه فى هذه المرة ينتظر حكمًا بالإعدام.

كما نرى فإن الحدوتة تتناسب مع الموضوعات التى تميل إليها السينما المصرية، خاصة أن تينيسى ويليمز لم يلجأ هنا إلى عقده الجنسية، وجرأته المعروفة عنه، وحسب معرفتى فإن السينمائيين المصريين استهلكوا هذه الحدوتة مرات كثيرة جدًا أضعاف ما رأينا به ما حدث فى السينما الأمريكية، حيث تم إنتاج المسرحية مرة واحدة فقط من بطولة كاثرين هيبورن وآخرين، كما نرى فإن المخرج قد استعان ببعض النجوم القدامى فى الفيلم الجديد وعلى رأسهم زوجته زهرة العلا التى لم يكن قد تزوجها عند إخراجه لفيلم «نهاية حب».

أغلب التقدير فإننا من أعمال المقاولات السينمائية، ولا شك أن هذا الأمر يسىء إلى تاريخ المسرحية ونجوم فى مقدمتهم فريد شوقى الذى حل محل سراج منير ويوسف وهبى فى الأفلام القديمة، بمعنى أن هناك شيئا من العتق على الفيلم الجديد، لكنه حالة من التكرار الممل، وكل ما شعرت به وأنا أتابعه هو أن السيناريو الجديد قديم جدًا، فلا شك أن عبق شكرى سرحان أفضل بكثير من حلمى عبد الباقى، كما أن سحر صباح أكثر جاذبية من شيرين سيف النصر، كما أن لمياء الجداوى لم تكن أبدًا فى نفس الرونق الذى شاهدنا فيه ماجدة حين ألحت على حبيبها من فوق الأرجوحة أن يتزوجها لتغطية ما أصابها من العار، فكان جزاؤها القذف بها من أعلى كى تفارق الحياة.

التعليقات