كيف يفسر فرويد هوسنا بصور السيلفى؟ - مواقع عالمية - بوابة الشروق
الأحد 15 ديسمبر 2024 5:23 ص القاهرة

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كيف يفسر فرويد هوسنا بصور السيلفى؟

نشر فى : الخميس 11 أبريل 2019 - 11:20 م | آخر تحديث : الخميس 11 أبريل 2019 - 11:26 م

نشر موقع بى بى سى ــ عربى مقالا للكاتب «توماس كامورو» تناول فيه الحديث عن ظاهرة التقاط الصور «السيلفى» وتحليل هذه الظاهرة من جانب ما يراه فرويد وما له من تفسير فى علم النفس.

إذا ذهبت إلى أجمل مكان فى العالم، ستجد أناسا يلتقطون الكثير من الصور... لكنها لأنفسهم.
وقد نظن أن صور السيلفى أمر مستحدث، إذ إن مصطلح «سيلفى» ظهر لأول مرة فى قاموس أوكسفورد عام 2013، وسرعان ما أصبح كلمة العام. إلا أن صور السيلفى ترجع إلى عصر ظهور التصوير الفوتوغرافى. والتُقطت أول صورة سيلفى عام 1839، على يد الأمريكى روبرت كورنيليوس. فلماذا نلتقط صورا لأنفسنا إذا كان بإمكاننا النظر إلى نفسنا فى المرآة كل صباح؟
أليس الأمر غريبا؟!
لا يوجد أحد أقدر على تفسير هذا السلوك من فرويد!

إذا أحببت نفسى، ستحبنى بدورك
استحدث فرويد التحليل النفسى، وأرسى العديد من القواعد مثل الذات، واللاوعى، والعلاج النفسى. وأحد هذه الأفكار أو القواعد هو الإفراط فى حب الذات، أو ما يُعرف بالنرجسية.

وتروى واحدة من الأساطير الإغريقية قصة شاب يُدعى نارسيسوس، كان يمشى بجانب النهر وقرر شرب بعض الماء. وعندها، رأى انعكاس صورته فى الماء، فأُعجب بنفسه وقضى وقتا طويلا ينظر إلى خياله لدرجة أنه انعزل عن كل ما حوله. وانتهى الأمر بموته غرقا، وهو يحاول أن يعانق خياله.

ويقول فرويد إن القليل من حب الذات أمر طبيعى. لكن الأمر قد يتحول إلى مرض نفسى، عندما يحب المرء نفسه لدرجة تفقده القدرة على حب الآخرين. وهذا هو معنى النرجسية.

اختبارات
وطور علماء النفس اختبارات لقياس السمات الشخصية، ومن بينها النرجسية.
وفيما يلى بعض النتائج:
يميل النرجسيون إلى النشاط الزائد على مواقع التواصل الاجتماعى.
مشاركة صور السيلفى ترتبط بالحب الزائد للذات.

وثمة غرابة عندما يتعلق الأمر بالرجال...
بشكل عام، النساء أقل نرجسية من الرجال، إلا أنهن يشاركن صور السيلفى بشكل أكبر.
ومن ناحية أخرى، كشفت عالمة النفس الأمريكية، جين توينج، أن النرجسية فى تزايد، حتى أنها زادت فى العقود الأخيرة بنفس معدل زيادة السمنة.

على الأريكة
واستمد فرويد أغلب أفكاره من ملاحظاته اليومية. وغالبا ما كان سيهتم كثيرا بكمية المعلومات المتاحة لنا فى العصر الحالى. وغالبا ما كان سيسعى إلى تحليل ظاهرة السيلفى.
وغالبا ما كان سيلاحظ أن أغلب الناس يشاركون صور السيلفى ليس من منطلق حب الذات، وإنما لأنهم يريدون أن يحبهم الآخرون.

طلب الاهتمام
ويجب أن نأخذ فى الاعتبار أن فرويد بدأ عمله فى نهاية القرن التاسع عشر، وفى فترة اتسمت بالقمع الجنسى أكثر من عصرنا الحالى. وكان الرجال والنساء يُعزلون عن بعضهم البعض، ويُنَشَّئُون على الخجل من التعبير عن رغباتهم الجنسية، أو حتى الاستمتاع بها. وعانى الكثير من مريضات فرويد، اللاتى عشن فى مدينة البندقية فى إيطاليا، من حالة «الهوس بالشلل»، وهى عدم القدرة على المشى بدون سبب جسدى واضح. ورأى فرويد أن هؤلاء النسوة لا يمشين كنوع من طلب الاهتمام.

فإذا كانت حاجتنا للاهتمام شديدة إلى هذه الدرجة، أليس من الأفضل مشاركة بعض صور السيلفى؟
ربما تكون الإجابة نعم، لكن هذا لا يعنى غياب شبهة الاضطراب عن هذا الهوس، فيما يتعلق بتأثيرها على الآخرين بنفس قدر تأثيرها على من يلتقطونها.

غير سعيد
وتظهر صور السيلفى الناس وهو يعيشون أفضل لحظات حياتهم، وتُلتقط وتُعدل بحرص شديد. ويجعلنا هذا محاطين بصور لناس يعيشون حياة مثالية، ويتمتعون بأجسام مثالية.

وأظهرت الدراسات أخيرا أن هذه الصور تزيد شعورنا بالغبطة، والعزلة، وعدم الأمان، عدم الاندماج. ومن منظور فرويد، يجعلنا هذا الأمر أكثر عرضة للأمراض العصبية. ويقول فرويد: «الهدف من التحليل النفسى هو أن يحل الشعور الطبيعى بالسعادة محل الشقاء العصبى».

وعندما تفكر فى التقاط سيلفى، تذكر نارسيسوس، وركز على أصدقائك بدلا من نفسك.

قد لا تحصل على نقرات إعجاب بالقدر الذى تريده، لكنك ستكون قد حظيت بإعجاب فرويد، وهذا يكفى.

النص الأصلى

التعليقات